بعد نهاية اليوم الثاني من استدعاء الكونجرس الأمريكي لمحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، شهدت شهية المخاطرة بالأسواق خلال تعاملات يوم الخميس تراجعا حادا جراء التقلبات الحادة التي أثارتها شهادة باول، حيث يترقب المستثمرون حاليا صدور بيانات سوق العمل الأمريكية غدا.
وعلى صعيد تداولات سوق العملات العالمي، افتتحت ثلاثة من العملات الرئيسية الثمانية تعاملات اليوم على خسائر متفاوتة.
وكان على رأس تلك العملات الخاسرة الدولار الأمريكي، تلاه بالمركز الثاني في الخسائر الدولار الكندي، وأخيرا، جاء اليورو بنهاية القائمة، متكبدا أقل الخسائر بالمقارنة مع العملتين.
وتراوحت خسائر العملات الرئيسية الثلاثة ما بين 0.88% و 2.88%، وفيما يلي أبرز الأسباب التي دفعت كل عملة من تلك العملات نحو تكبد هذه الخسائر:
افتتح الدولار الأمريكي جلسة سوق العملات في الولايات المتحدة على أكبر الخسائر بين العملات الرئيسية، حيث تكبد خسائر بنحو 2.88%.
وجاءت تلك الخسائر نتيجة لتصريحات باول أمس بأن قرار الفيدرالي باجتماعه المقبل سيعتمد على بيانات سوق العمل وبيانات التضخم التي ستصدر غدا والأسبوع المقبل، بعدما كانت تصريحاته المتشددة باليوم الأول قد دفعت المستثمرين لتوقع زيادة قدرها 50 نقطة أساس بالاجتماع المقبل.
وفي نفس الوقت، أغلق المؤشر الذي يعكس الفرق بين عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين وتلك لأجل 10 سنوات على انعكاس تاريخي أدنى 100- نقطة أساس عند 1.09% أمس، وهو ما حذر دويتشه بنك (ETR:DBKGn) منه على أنه علامة على الركود الاقتصادي في سوق عوائد السندات، بالاستناد للبيانات التاريخية، مما عزز خسائر الدولار في سوق العملات اليوم.
شهدت العملة الكندية خسائرا كبيرة أيضا خلال تعاملات اليوم، حيث افتتح الدولار الكندي جلسة سوق العملات الأمريكية على خسائر بنحو 2.10%.
وكانت تلك الخسائر نتيجة لقرار بنك كندا أمس بالإبقاء على سعر الفائدة عند مستوى 4.50% دون تغيير، بما يتماشى مع توقعات الأسواق.
وجاء قرار البنك المركز الكندي رغم بيانات التضخم المرتفعة، للحد من التداعيات السلبية للفائدة المرتفعة على الاقتصاد الذي أوضح علامات تباطؤ بالفعل، حيث ارتأى البنك أنه من الأفضل انتظار الآثار المتأخرة لقرارات الرفع السابقة بالظهور قبل اتخاذ قرار تشديد السياسة لأبعد من ذلك.